نعاني في عصرنا هذا
من غياب وفتور في الحوار العاطفي بين شريكي الحياة ورفيقي الدرب ؛ سببه الرئيسي
الانشغال في دوامة الحياة .. فالزوج مشغول في البحث عن حياة كريمة لأسرته ،
والزوجة ملتهية بتربية الأبناء وتدبير شؤون البيت ، فلا وقت لحوار العاطفة ..!
وقد يمل الطرفان –
وبالفعل يملوا – من روتينية الحياة ، ولكن لا يتفوه أحدهما بكلمة أو شكوى لأن كلاهما
يقدر أعباء الطرف الآخر بل كلٌ يدعوا للآخر أن يعينه الله على ما هو فيه من
مسئوليات .. وهذا هو الواقع الذي نحياه بعيداً عن الخطابات والمقالات اللاواقعية ؛
وما الناصح بأكثر رومانسية من المنصوحين .. فلو قَرَأَت زوجتي عنوان المقال بدون
علم بصاحبه ؛ لن يخطر في بالها أنه أنا !
ولكني أتحدث من واقع
دراسات علمية وعملية أثبتت أن تحقيق النجاح لا يتأتى بدون فواصل وفترات استجمام من
العمل وراحة ذهنية ينفصل فيها الإنسان تمام الانفصال عن الأعباء النفسية والمشاغل
العملية .. ثم يعود مرة أخرى ليُكمل ، ولكن بهمة جديدة بعد أن شحن نفسه بطاقة
تساعده على الاستمرار ومواصلة الحياة !
ويتيسر ذلك عن طريق
الاتفاق بين الزوجين أن يُعين كل منهما الآخر على إنجاز مهامه في مقابل أن يكون
هناك يوم في نهاية الأسبوع أو يومين خلال الشهر - على أقصى تقدير - يتفرغ كل منهما
للآخر ؛ يُغيرا فيه روتين الحياة ؛ هذا بخلاف أن يكون هناك شهر كل عام أو أقل من
ذلك قليلاً بحسب أعمال الزوج .. ولكن لا تقل عن أسبوعين ؛ ويفضل أن تكون هذه
الأجازة في مدينة مختلفة عن مدينة الإقامة ؛ فيها من المناظر الطبيعية ما يُنسي
هموم الحياة ويجدد العلاقة العاطفية بين الزوجين وينتزع منهما الكلمات الرومانسية
انتزاعاً .. ولا تنشغل أثنائها بهمومك ولا تقلق بشأنها فهي بانتظارك حين عودتك ..
فقط ضعها في مدينتك ، ولا تضعها في حقيبة السفر !
وسترى فرق الإنجاز بعد
العودة .. وستزيد بينكما الألفة والمحبة .. وقد تصبح أكثر رومانسية ..!
No comments:
Post a Comment