أكرمني الله بأداء العمرة في رمضان .. وله الحمد على ذلك
فكان لي شرود فكري مع بعض ما رأيت هناك .. وخصوصاً كثرة العدد .. التي
خلُصت منها بعدة خواطر
فكم هو هائل أن تري الناس على أختلاف مشاربهم لابسين لإحرامهم ويؤدون
مناسك العمرة
ومن كثرة العدد جلست أفكر .. هذا الكم الهائل يؤدي
العمرة اليوم .. ومثله غداً وقد يزيد .. وبالإمس أدي
مثلهم .. ولا يجذبك من يؤدي العمرة فحسب .. بل عندما
تقترب إحدي الصلوات .. قد لا تجد مكاناً للصلاة إلا في الشارع برغم اتساع اماكن الصلاة حول الحرم .. فهذا يذهب بي أو بغيري إلى تساؤل : كم
نحن كثرة .. فيذكرني رفيقي في الحرم بحديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم
( ... بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) .. فأتذكر
قوله صلى الله عليه وسلم ( تجدون الناس كإبل
مائة ، لا يجد الرجل فيها راحلة ) فكم من هؤلاء
قدم لإعلاء دينه وبذل الغالي والنفيس من وقت وجهد ومال !؟
أما الخاطرة الثانية ..
فكانت عندما كنت أبحث عن مكاناً مميزاً للصلاة فيه .. فعندما
ذهبت قبل الصلاة بنصف ساعة لم أجد مكاناً .. فذهبت للصلاة التي
تليها قبلها بساعة فلم أجد مكاناً أيضاً .. فقلت سأذهب
لصلاة الجمعة قبلها بثلاث ساعات .. وبالفعل ذهبت
فوجدت أن الناس نائمون في أماكنهم .. وليس هناك مكاناً أيضاً .. فقلت : يارب إن عبادك
كثير وكلما جئتك لا أجد مكاناً بينهم .. أخاف أن يكون هذا حالي من رحمتك!؟
وقررت أن ازحم نفسي في مكان .. في أي مكان .. فكانت الخاطرة
الثالثة عندما استيقظ الناس النومى ليتوضأو
استعداداً لصلاة الجمعة .. فأتسع لي مكاناً مميزاً .. فقلت : حقاً من وقف على بابه فلن يخذله أبداً