Monday, December 27, 2010

هل من سبيل إلى الكمال !؟


-
-
دوماً ما يشغل حيزاً من تفكيري وقدراً من كتاباتي وكلمات من رؤيتي ورسالتي و أهدافي وجانباً من حواراتي ومناقشاتي .. الكمال الإنساني .. الذي قد يحط من احتمالية تحقيقه النفر الكثير .. بأنه لا سبيل إلى هذا الكمال .. فالكل يُخطأ ويصيب .. والكل يؤخذ منه ويُرد إلا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه .. وكما هو شائع ( مافيش حد كامل ) و ( الكمال لله وحده ) وهذه خصوصاً خارجة عن موضوعنا .. فلست بصدد الحديث عن الكمال المطلق .. وإنما أقيدها بالإنساني .. البشري .. الذي قد حصله بالفعل بشر مثلنا تماماً .. ففي الصحيح قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام). أي أنهم بالفعل حصلوا الكمال الإنساني كما أن رسولنا الكريم لم يقفل باب الكمال لمن سيأتي في الأزمان التي من بعده .. وهذه في حد ذاتها نعمة لابد لكل عاقل أن يزاحم عليها وإن لم يستطع الوصول فكفى به شرف المحاولة .. وأنه لقي الله وهو ناوٍ على تحقيق هذا الكمال .. وأن الأجر سيكون أعظم في زماننا هذا الذي هو زمن القبض على الجمر .. فكل ما حولنا من ملهيات وقلة الصحبة الصالحة .. وصعوبة تحقيق المثالية في التعامل .. خصوصاً فى تعاملاتنا مع من هم ليسوا بملتزمين أو يستشعرون مراقبة الله فى معاملاتهم .. وحتى فى التعامل مع من نحسبهم على خير أصبحت في تعاملاتهم صعوبة وجفاف إلا من رحم الله .. فما سبق وغيره يجعل تحقيق المثالية والكمال في الصفات الإنسانية .. طلب صعب المنال .. ولا بد من المحاولة بالرقي بأنفسنا وأخلاقنا وصفاتنا وإن كانت وعرة .. والساعي إلى هذا الكمال يضع أمامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه صلوات الله وسلامه عليه كان خلقه القرآن كما قالت عنه السيدة عائشة – رضى الله عنها .. كما أن الصحبة الصالحة عامل مهم فى الإرتقاء بالذات وحتى فى هذه الصحبة .. نبحث عن الخير فيهم ونقتدي به .. ونترك منهم التقصير .. كما أنوه عن أهمية طلب النصح ممن نرى فيهم الخير .. لأننا لن نرى كل ما بأنفسنا من عيوب ونحتاج إلي من ينظرون إلينا من الخارج .. ولا أنسى في هذا المقام .. التوبة ثم التوبة ثم التوبة .. هناك من يحاول ترك التقصير والسيء من الأخلاق ثم يعود لما كان عليه .. وإذ به يمل من المحاولة والوقوع .. فيترك ويستسلم لما كان عليه .. فإن الله لا يمل حتى نمل .. فتذكر أنها متوقفة عليك أنت إذا بدأت ومللت .. فأنا أمثل التوبة بغسيل الثياب .. هل منا أحد يمل ويقول كلما نظفت ثيابي أتسخ مرة أخرى فلن أعاود التنظيف !؟
والنقطة الأخيرة التي لابد من البداية بها .. هي الاستعانة والتوكل على الله .. فمن استعان به وتوكل عليه فلن يخذله .
أسأل الله أن ينفع بها .. وأن يجعلها خالصة لوجهه في ميزان الحسنات .. وأصلي و اسلم على أكمل الخلق صلوات الله وسلامه عليه

Tuesday, December 21, 2010

عندما تنقلب السعادة إلى أحزان


-
لكلٍ منا مصدر يجلب له السعادة .. سواء علمنا هذا المصدر أم لم نعمله .. فقد تعلم مصدر سعادتك أو تجهله .. على حسب علم كل إنسان بحاله .. فقد يجد انسان سعادته في المال وقد يجد آخر في المنصب والجاه وقد يجد ثالث في لقاء حبيبه وقد يجد الطفل سعادته في قطعة حلوى وبالطبع يجد العاقل سعادته في طاعة الله .. ولكن عندما اتحدث عن السعادة الدنيوية .. التي قد يجدها الكثير صعبة المنال عندما ينوي اللهث وراها لتحصيلها .. وهي قد حصلت بكل سهولة لآخر لم تكن بباله ولم يطلبها .. فبالتأمل في مصادر السعادة الدنيوية كالمال مثلاً .. نجد أنه بمجرد حصوله قد ينقلب إلي مصدر تعاسة وطرق تعاسته كثيرة أقلها الخوف من ضياعه .. وبالمثل فالمصادر جميعها تنقلب في أيام قلائل إلى ضدها .. وقد نكون في مأمن من هذه التعاسة عند التمني والرغبة في السعادة المأمولة .. أما بالنسبة لسعادة العاقل بطاعة الله .. فإما أن تستمر سعادته بالتمسك بما هو عليه عند وقوع الفتنة والإبتلاء وإما أن ينقلب على عقبية .. وهنا يأتي معنى يتملص عن كثير منا .. وهو خاص بدراسة النفس ومعرفة اسرارها ..
والسؤال هل بتحصيل ما أنا بصدد تحصيله ستدوم سعادتي ولن تنقلب إلى أحزان ؟

Saturday, December 4, 2010

المبيعات وسنينها

-

-

لأول مرة أتحدث عن وظيفة المبيعات التي طالما حاولت الفرار منها ولكنها تلاحقني ..

بدأت قصتي مع المبيعات عندما اتفقت أنا ومجموعة من أصدقائي على إنشاء شركة للإعلان بمدينتي الصغيرة .. وكنا ستة أشخاص .. توزعت المهام بيننا .. وكان نصيبي حينئذ التسويق .. لم أكن أعرف حينها الفرق بين المبيعات والتسويق .. ولكن وظيفتي في ظاهر الأمر هي التسويق وفي حقيقتها هي المبيعات .. سامحهم الله أصدقائي عندما رأوا أني أفضل شخص للقيام بهذه المهمة .. لإجتماعياتي وعلاقاتي مع الآخرين .. وكانت هذه هي بدايتي مع هذه المهنة الممتعة أحياناً .. الشاقة ذهنياً .. وصعبة النجاح في غالب الأحيان ..

مرت نهاية سنوات الجامعة فى شركتنا الصغيرة .. إلي أن تخرجت لتأتي الفرصة كي أتخلص من مهنتي اللصيقة .. ألتحقت بشركة متعددة الفروع بدولة أخرى .. ولم تمر تلاتة أشهر حتى كلفوني بفتح سوق جديدة بدولة عربية أخرى وأكون أنا المسؤل عن الفرع .. كانت مغامرة سعدت بها كثيراً .. ولم تخلو المسئولية من المبيعات والعلاقات العامة .. من رآني في صغري يعرف أنه من سابع المستحيلات أن تكون هذه هي مهنتي في يوم من الأيام .. حيث الخجل والحياء والإنطواء أحياناً وعدم سهولة تركيب جملة صحيحة من الربكة وبالتالي استحالة الإقناع .. فكيف يكون لشخص بهذه المواصفات أن يعمل فى مجال البيع !؟

سامحكم الله يا اصدقائي ..

مرت فترة فى هذه الشركة التي لم أشعر معها بالإستقرار .. وعدت إلى أرض الوطن لأقرر عمل مشروع خاص بي .. الذي لم يخلو من البيع والإقناع بل هو قائم على ذلك .. وفي نفس الفترة قررت أن أكمل الدراسات العليا في التسويق لأتخذه مجالاً بدلاً من المبيعات .. وبالفعل بدأت الدراسة ولم ينجح مشروعي الخاص لظروف خارجة عن الإرادة .

في هذه الفترة كانت إحدى الشركات الكبيرة بدولة عربية تعلن عن وظيفة أختصاصي تسويق .. فلم أتردد في التقديم لها .. وقلت : أهي جت فرصتك لحد عندك

وعندما تمت المقابلة أكتشفت أن المبيعات لن تتركني في حالي .. وكان أختصاصي تسويق هو مجرد اسم للوظيفة فى الفيزا .. أما العمل في المبيعات .

أستسلمت لها .. وأجبرت نفسي على حبها .. حتى تعطيني ما أحب .. فهذه معادلة المبيعات الصعبة .. إذا شعرت أنك غير راضٍ عنها .. لن تضحك في وجهك .

سامحكم الله يا أصدقائي .

Wednesday, November 17, 2010

إلى عزيزي الغالي

-




-
لم أكن أتوقع أن يمر عيد الأضحى بهذا الحزن والقلق عليك وعلى من معك
-
قبل ذهابي إلى صلاة عصر يوم عرفة نُقل لي الخبر .. أحسست بالعجز وعدم الحيلة تجاهك وتجاه من معك .. بعد لحظات من التفكير لم أجد أمامي إلا الدعاء .. وكفى به حيلة .. إنه لرب العالمين .
-
دعوت لعله يستجب .. فلما تأخرت الاستجابة ؛ علمت قطعاً الأسباب : قلة عملي وذنبي .. ولابتلاء أحبائه .
-
نعم .. أرجو أن يكون ما حدث ما هو إلا لرفع الدرجات وعلو المكانة في الدنيا والآخرة .. فمهما طال الظلم فإلى زوال
يزول الظالم وتبقى أعماله ليرتفع بها المظلوم
-
أعلم أن اليوم مر عليك أيام .. ولكننا لم نُخلق للراحة ولتقر أعيننا بالحياة الدنيا .. نتمنى على الله أن لا نكون من أصحابها وكفى
نحن نطمع لجنات الخلد مع النبيين والصدقيين وحسن أولئك رفيقاً .. وهذه كانت حياتهم .. كلها محن وابتلاءات .
-
سبق وقلت لي من أيام " يعلم الله كم لك في قلبي من مقدار " وأنا أعيدها لك ولكن بأسلوب آخر .. " لا يعلم كم لك في قلبي من مقدار إلا الله "
-
بالرغم من تفوق أيام البُعد على أيام اللقاء .. لظروف سفرك أو لظروف سفري .. إلا أني لم أشعر يوماً أنك كنت بعيداً عني .. كان بُعداً مكانياً فقط .
-
أعتذر لك عن تقصيري في حق صحبتك
وأرجو من الله أن يزيل عنك ما أنت فيه .. إنه القادر على ذلك .

 

Friday, October 29, 2010

بين الواقع والأحلام



-
-
يتمني الإنسان في كثير من الأحيان أن يستمر في أحلام اليقظة وعدم الاصطدام بالواقع .. حيث الألم وزوال الكثير مما يحلم به ويعيش فيه على أنه حقيقة .

ومن وجهة نظري أن لأحلام اليقظة جانبين أحدهما سلبي والآخر إيجابي ..

فالجانب السلبي هو الإستمرار في الأحلام والرضى بذلك على أنها حقيقة واقعة ونكران الواقع مما يؤدي إلي عدم العمل لتغييره الذي هو فى الغالب صعب وأليم .

أما بالنسبة للجانب الإيجابي فأحلام اليقظة تقلل من حدة التوتر والضغط اللذان يسببهما الواقع وقسوته على كثير من الناس ويعطي أملاً بالمستقبل وسعادة ولو مؤقتة بما يمر به من أحلام وهذا الجانب لا يتأتى إلا بتجنب مجاراة الأحلام لتكون ملازمة للفرد ؛ فيهرب الإنسان هروب مؤقت من واقعه الأليم إليها .

لذلك قد يستفيد من ذلك من لازمته الكآبه واليأس والإحباط والنظر إلى المستقبل على أنه مظلم كالح بالتمرن على أحلام اليقظة فيعيش فيما يعجز عن تحقيقه في المستقبل .. ثم يعود إلى واقعه وقد ملأه التفاؤل والأمل ليبدأ العمل من جديد .
 

Wednesday, August 25, 2010

خواطر مكية







أكرمني الله بأداء العمرة في رمضان .. وله الحمد على ذلك
فكان لي شرود فكري مع بعض ما رأيت هناك .. وخصوصاً كثرة العدد .. التي خلُصت منها بعدة خواطر

فكم هو هائل أن تري الناس على أختلاف مشاربهم لابسين لإحرامهم ويؤدون مناسك العمرة

ومن كثرة العدد جلست أفكر .. هذا الكم الهائل يؤدي العمرة اليوم .. ومثله غداً وقد يزيد .. وبالإمس أدي مثلهم .. ولا يجذبك من يؤدي العمرة فحسب .. بل عندما تقترب إحدي الصلوات .. قد لا تجد مكاناً للصلاة إلا في الشارع برغم اتساع اماكن الصلاة حول الحرم .. فهذا يذهب بي أو بغيري إلى تساؤل : كم نحن كثرة .. فيذكرني رفيقي في الحرم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) .. فأتذكر قوله صلى الله عليه وسلم ( تجدون الناس كإبل مائة ، لا يجد الرجل فيها راحلة ) فكم من هؤلاء قدم لإعلاء دينه وبذل الغالي والنفيس من وقت وجهد ومال !؟

أما الخاطرة الثانية ..

فكانت عندما كنت أبحث عن مكاناً مميزاً للصلاة فيه .. فعندما ذهبت قبل الصلاة بنصف ساعة لم أجد مكاناً .. فذهبت للصلاة التي تليها قبلها بساعة فلم أجد مكاناً أيضاً .. فقلت سأذهب لصلاة الجمعة قبلها بثلاث ساعات .. وبالفعل ذهبت فوجدت أن الناس نائمون في أماكنهم .. وليس هناك مكاناً أيضاً .. فقلت : يارب إن عبادك كثير وكلما جئتك لا أجد مكاناً بينهم .. أخاف أن يكون هذا حالي من رحمتك!؟
وقررت أن ازحم نفسي في مكان .. في أي مكان .. فكانت الخاطرة الثالثة عندما استيقظ الناس النومى ليتوضأو استعداداً لصلاة الجمعة .. فأتسع لي مكاناً مميزاً .. فقلت : حقاً من وقف على بابه فلن يخذله أبداً

Wednesday, August 4, 2010

بصمة للحياة






 -
في بعض الأحيان يسرح بي خيالي إلي لحظة لقاء ربي

عندما ينتهي أجلي

فأطير فزعاً .. لا خوفاً من اللقاء بل آمل أن أكون دوماً مشتاقاً إلي لقائه .. فهو أرفق بي من هذه الدنيا الدنية

إنما خوفاً من أن يأتي الأجل وتكون حياتي كموتي .. لم أترك شيئاً ينتفع به من بعدي .. لم أترك بصمتي في الحياة .. كما دخلت إلي الدنيا
خرجت منها

الخوف كل الخوف من أن أجدني قد أهدرت عمري هباءاً .. بلا صدقة جارية أو ولد صالح أو علم ينتفع به

والمصيبة الأكبر التي قد تؤرقني .. عملي .. عملي الذي سألقى به ربي هل أنا من الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !؟

أحياناً .. أصحب أناساً كبرت الدنيا في أعينهم .. فهي كل شئ .. لا ذكر ولا تفكير فيما بعد .. أتعجب .. هل يعتقد أحدهم أنه مخلد !؟ أن لن يناله ما سبق إليه آباءه وأجداده !؟

المصيبة الحقة هي كِبر الدنيا في الأعين .. عندها لا تفكير ولا تدبير إلا للدنيا وشهواتها

يزداد صعوبة السير في الدنيا وترك علامات فيها والعمل للآخرة بدون رفقاء درب .. إذا تكاسلت أعانوني على نفسي .. وإذا رأوا بي خطأً حاولو تقويمه .. قد يخجل الإنسان من ممارسة سلوك سيء لأن صحبته صالحة إلي أن يكون السلوك الحسن طبيعة وعادة لا تكلفاً

كما أن للإنسان دوافع داخلية .. قد يكون له صحبة صالحة ولكن بلا دافع داخلي .. ولن يتأتى هذا الدافع إلا بكثرة ذكر الموت والنظر إلي ما سبق من عمل أنه لم يرتقي إلي أعمال المجددين وأنه لن يوصله إلي الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين .. فبذلك يزداد الدافع
ومع هذا وذاك طلب العون الدائم من الله .. أن لا يوكلك إلي نفسك .. وأن يعينك على ما يرضاه منك

ولا يقل اختيار شريك الحياة عن الأسباب السابقة .. الذي يُقضى معه جُل الأوقات .. وقد حدد رسولنا الكريم صفة موحدة في اختيار الرجل لزوجته واختيار المرأة لزوجها .. وهي الدين .. فقال لنا .. فأظفر بذات الدين وقال لأهلهن إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه

ولا انسى في هذا المقام ذكر أهمية الوقت في ترك بصمة لحياتك وعمل صالح لمماتك .. فلن يُعمل العمل إلا في وقت .. طال أو قَصُر .. فلذلك يجب على من اراد لحياته قيمة أن يُثمن وقته .. وأن يضع لنفسه جدول أعمال ويُحاول جاهداً أن يلتزم به ..

فالوقت هو الحياة .. كما قد قيل

ولن تعود لنا مكانتنا بين الأمم إلا بإهتمامنا بأوقاتنا .. وأن يضع كل منا بصمته للحياة

Sunday, July 18, 2010

ابتسم .. قد تبتسم لك الدنيا


الإبتسامة .. ذلك السحر الحلال الذي يأسر القلوب والعقول .. هي من تجذب إليك الأنظار وتلفت نحوك الأخرين


إذا أردت أن تكون محبوباً ومرغوباً ومقرباً ومألوفاً للآخرين إلى ما شئت مما قد يُدفع فيه الأموال .. فلا تدع الإبتسامة


فقد ينفق الإنسان الكثير من الأموال على الهدايا ليكون محبوباً أو مقرباً لشخص آخر .. ولكن إذا فعلت هذا مع أحد الأشخاص فلن تقدر أن تفعله مع كل الأشخاص


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم


البخيل حقاً هو من بخل بابتسامته .. وقد قيل : من ضن ببشره كان بمعروفه أضن .


أنت نفسك .. إذا خُيرت بين شخصين لتصحبهما في رحلة أو ليكون رفيق طريق .. أيهما تختار ؟! صاحب الابتسامة أم كئيب الوجه !؟


يقول الشاعر : تبسم بوجه المرء تكسب وده فليس طليق الوجه يشبه عابسه


هل تظن أن الكآبة من الجدية في شئ !؟


إذا كنت تعتقد ذلك .. هل تنظر إلى المبتسم على أنه شخص مهرج وغير جاد !؟


هل انت متمسك بالندم على مامضي .. إن كان مال أو جاه أو وقت أو غيرها .. اسمع لقول الشاعر :


هشت لك الدنيا فمالك واجماً *** وتبسمت فعلام لا تتبسم
إن كنت مكتئباً لعزُ قد مضى *** هيهات يرجعه إليك تندم



وقد كُتب عن الإبتسامة الشيء الكثير ... منها :



- ما نريد نيله بالإرهاب يسهل عليك بلوغه بالإبتسام. (جورج ستيورات)


- شق طريقك بابتسامتك خير من أن تشقها بسيفك. (شكسبير)


- ليكن وجهك بساماً وكلامك ليناً ، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم الذهب والفضة. (لا برويير)


- انثر الابتسامات يميناً وشمالاً على طول الطريق ، فإنك لن تعود للسير فيه ثانية. (أحمد أمين)

- الابتسامة أقل كلفة من الكهرباء ولكنها أكثر اشراقاً. (روزالين فوكس)
- لتكن البسمة على وجوهنا كيما نزرع الفرح في قلوب الآخرين. (حكمة هندية)

- الإبتسام طريقك الأقصر إلى قلوب الآخرين. (حكمة تايلندية(
- بالابتسام تذلل الصعاب (مثل امريكي (
ونختم بالمثل الصيني الرائع :

إذا كنت لا تستطيع الإبتسام فلا تفتح دكاناً

Saturday, May 29, 2010

قصة حياة

قصص قصيرة جداً
ياسر سليم



جزاء

لما خافوا القتل
سلموا له نصف الأرض
وتعاهدوا
كان عند وعده
دفنهم في النصف الآخر

--

مشهور

كثيراً ما كان يحلم بالشهرة
سعي إليها بكل الطرق
ولما لم يجد بُداً
لم يجد أمامه إلا صفحات الحوادث

--

لن

لن أقسو على أبنائي كما يقسو علينا أبونا
قالها لإخوانه كثيراً
سمعها من ابنه خلسة يقولها لإخوانه


--

قصة حياة

رضع الطموح والأمل
ولم تكن توجيهات والدهُ تُخرج أقلَ من مُجدد
حان وقت الاعتماد على الذات
مات في تزاحمٍ لشراءِ خبز

Saturday, May 22, 2010

عيد ميلاد .. قصة قصيرة جداً

-
-
عيد ميلاد

تأتي عليه هذه الذكرى السنوية ثقيلة
بعكس ما تأتي على آخرين
فبينما يستقبلها غيره بالشموع
يكاد هو أن يستقبلها بالدموع
-
-

Sunday, May 9, 2010

للمرة الثانية

قصص قصيرة جداً
ياسر سليم
---
-
الكابوس
ظلت تحلم بهِ زوجاً خمسة أعوام
وعندما تحقق حلمها ..
وجدت نفسها في كابوس.
---
-
غربة
وَسَّعَ اللهُ عليه في الغربة ..
كان يحلق رأسه بالماكينة
ويرسل لأهلهِ .. رسالة كلمني شكراً
---
-
قرار مصيري
يمر عليه كل يوم كسابقه ..
لا جديد في حياته ..
يأخذ قرار مصيري ..
يقرر أن يكتب قصة حياته.
---
-
التناسي
يقسو عليه حتى لا يتسبب في إذهاب كرامته ..
يتعمد أن ينساها بشغله بكل ما هو ممكن لشغله ..
إلا أنه يأبى إلا أن يتذكرها في حال نومه .

Saturday, May 8, 2010

محرمات وموجبات




الصورة السابقة من سفارة جمهورية مصر العربية بالرياض
في ندوة تتحدث عن أسباب الأزمة العالمية وكيفية معالجتها والفروق بين البنوك الإسلامية والبنوك التقليدية ( الربوية ) .. وهل يمكن إحلال البنوك الإسلامية محل البنوك التقليدية ؟
محاضر الندوة الدكتور : عز الدين خوجة الأمين العام للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية بالعاصمة البحرينية المنامة
وبحضور السفير المصري محمود عوف ويظهر ظهره في الصورة على اليسار فى الصف الأول وبجواره سفير تونس .. أما أنا فكنت أجلس خلف مَن يظهر رأسه على اليمين ..
المحاضرة بإختصار تتكلم عن ثلاث محرمات وهي : الربا والغرر وأكل أموال الناس بالباطل .
وهذه ( الثلاث محرمات ) هي الأسباب الأساسية في الأزمة المالية .. وأن هذه المحرمات تسببت في وجود مشتقات مالية ( وهمية ) قُدرت بـ 600 تريليون دولار عام 2007 .. في حين أن الأرباح الحقيقية للأقتصاد على مستوي العالم تقدر بـ 65 تريليون دولار وهذا ما أدي إلى التضخم الذي أدى إلى الأزمة المالية
وتكلم عن ثلاث موجبات تقوم على أساسها البنوك الإسلامية ( التي أتجه الغرب إلى دراستها جدياً ) وهي ثلاث مبادئ
المبدأ الأول : مبدأ الإرتباط بالإقتصاد الحقيقي
المبدأ الثاني : مبدأ استحقاق العائد بتحمل المخاطرة
المبدأ الثالث : مبدأ المشاركة في الربح والخسارة
هذه هي الندوة بكل اختصار .. كما شملت على بعض كلمات رجال الإدارة التي تؤكد أن أسباب الأزمة الإقتصادية هي هذه الثلاث محرمات وعدم العمل بالثلاث موجبات
ونسيت أن أقول لكم : أننا لم نبدأ المحاضرة إلا بعد سماع نشيد بلادي بلادي بلادي .. لكِ حبي وفؤادي
وكنا واقفين .. وكان في ناس هتعيط أثناء سماع النشيد
عشان رجليهم وجعتهم ..!

Friday, April 30, 2010

وعاد قلمي


قصص قصيرة جداً
ياسر سليم
--
الكرامة
تعَودَ دوماً أن ( يمشي جنب الحيط ) إن لم يستطع أن يمشي بداخله حتى يحافظ على وظيفته .. فَقَدَ كرامته كثيراً وهو يُواصل السير حتى يُحافظ على وظيفته .. و برغم حرصه فَقَدَ وظيفته ولكنه لم يسترد كرامته
-
-
الكفاح
اجتهد في الدراسة وكافح في الحياة برغم البيئة المحبطة ونُصح الكثير له بعدم الجدوى .. لم يمر الكثير حتى جنى ثمار كفاحه .. ومازالت البيئة محبطة ومازال الناصحون في زيادة
-
-
البديل
أعتاد أن يشكوا لها كل همومهِ .. وعندما ماتت ظن أن الأخري ستُعوضه ولو بقدر بسيط عنها .. فتزوجها .. ولكن خاب ظنه .. فقال رحمكِ اللهُ يا أمي
-
-
بركة الوقت
كان لسانه لا يَمل من ذكر الله .. زادت انشغالاته وضاق عليه الوقت .. وكل يوم يمر والذكر في نقصان .. سمع قوله تعالى ( ولا يذكرون الله إلا قليلاً ) فلهج لسانه بالذكر .. وزادت الانشغالات وبُورك في الوقت
-
-
الحرمان
طار فرحاً عندما سمع خبر وفاتهِ قائلاً في نفسه.. لقد حرمني طوال عمره من أن أنعم بثروتهِ وها قد مات .. أخذ سيارته ليشارك في دفن أباه .. من لهفته لينجز المهمة ويعود بالثروة اصطدم بسيارة .. فعطلوا دفن الأب ليدفنوا معه الأبن

Tuesday, April 27, 2010

قصة قصيرة جداً

-
-
سمعتُ عن فن القصة القصيرة جداً فقررتُ أن أُقحمَ نفسي في هذا الفن وأن أُجرب قلمي فيه .. فكانت هذه التجربة
-
-

-
-
الغربة
قام من نومه مفزوعاً مُسرعاً نحو النافذة .. نظر منها ثم أخذ نفساً عميقاً وعاد إلي سريره بعد أن تأكد أنه مازال في الغربة
-
-

Saturday, April 3, 2010

زيارة مهمة

-
-
-
-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت نهيتُكم عن زيارة القبور فزوروها , فإنها تذكركم الآخرة . أخرجه الخمسة إلا البخاري
-
وقال صلى الله عليه وسلم : لولا أن لاتدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر . أخرجه احمد ومسلم
-
سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال : إن عذاب القبر حق , وإنهم يعذبون في قبورهم عذاباً تسمعه البهائم , قالت : فما رأيته بعدُ صلى صلاةً إلا تعوذ فيها من عذاب القبر . أخرجه الشيخان والنسائي
-
وقال صلى الله عليه وسلم : ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه. رواه أحمد والترمذي
-
كان عمر رضي الله عنه إذا وقف على قبر يبكي حتى تبتل لحيته ويقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد. أخرجه ابن ماجه
-
كان أبو ذر يقول لأصحابه :
ألا أخبركم بيوم فقري , يوم أوضع في قبري
-
كان أبو الدرداء رضي الله عنه : يقعد إلى القبور , فقيل له في ذلك , فقال أجلس إلى قوم يذكروني بميعادي وإن قمت عنهم لم يغتابوني
-
عن أبي معاوية قال : مالقيني مالك ابن مغول إلا قال لي : لا تغرنك الحياة , واحذر القبر ؛ إن للقبر شأناً
-
أتيت القبور فناديتها فأين المعظم والمحتقر !؟
وأين المذلُّ بسلطانه وأين القوي إذا ما قدر !؟
تفانوا جميعا فما مخبر وماتوا جميعا ومات الخبر

Saturday, January 23, 2010

الدعاية والإعلان والإعلام



في كثير من الأحيان يتم الخلط بين المفردات الثلاث أو وضع واحدة محل الأخرى
إلا أن هناك فروق جوهرية بين كل منهم .. وسوف استعرض بداية أوجه المقارنة بين الدعاية والاعلان ومن ثم علاقتهما بالإعلام
فبإمكاننا التفريق بين الدعاية والاعلان من حيث الدفع والتحكم والمصداقية
فالإعلان : يدفع له مقابل مادي .. أما الدعاية : بدون مقابل مادي مدفوع
والإعلان : يمكن التحكم فيه .. أما الدعاية : صعب التحكم فيها
والإعلان : قد لا يتوفر فيه عنصر المصداقية .. أما الدعاية : فتتميز بالمصداقية
ولذلك يتم تقسيم الدعاية إلى سلبية وإيجابية لأنها من طرف ثالث .. أما الإعلان فلابد أن يكون إيجابياً ولصالح المعلن لأنه صادر منه .

مثال : تم افتتاح شركة جديدة وحضر هذا الافتتاح شخصية هامة وحضرت إحدي القنوات
 التلفزيونية لتصوير هذا الافتتاح وتم إذاعتهدعاية
وقررت الشركة حجز مساحة فى إحدى الصحف لتعريف الجمهور بهذا الافتتاح  - إعلان

مثال آخر : فقرة في التليفزيون تعرض أحد أنواع السمنة وأنها بطعم ورائحة السمنة البلديإعلان
تتصل إحدى السيدات بصديقتها لتخبرها أن هذه السمنة ليست بطعم ورائحة السمنة البلدي - دعاية سلبية
وتذكر لها نوع آخر من السمنة أنه أفضل وبطعم ورائحة السمنة البلديدعاية إيجابية

ولذا نجد أن الدعاية هي أكثر تأثيراً على الأفراد من الإعلان
وهذا ما يجعل بعض الشركات تستخدم الإعلان الدعائي كوسيلة للترويج للإستفادة بمزايا الدعاية التي لاتتوفر في الاعلان ؛ على سبيل المثال ( مقالة في جريدة مدفوعة الأجر أو برنامج إذاعي مدفوع الأجر ) .. أما علاقة الدعاية والإعلان بالإعلام .. فالدعاية والإعلان تتم وتُعرض من خلال الوسائل الإعلامية مثل (التليفزيون – الراديو – الصحف – المجلات .. إلخ )