-
-
-
-
لأول مرة أتحدث عن وظيفة المبيعات التي طالما حاولت الفرار منها ولكنها تلاحقني ..
بدأت قصتي مع المبيعات عندما اتفقت أنا ومجموعة من أصدقائي على إنشاء شركة للإعلان بمدينتي الصغيرة .. وكنا ستة أشخاص .. توزعت المهام بيننا .. وكان نصيبي حينئذ التسويق .. لم أكن أعرف حينها الفرق بين المبيعات والتسويق .. ولكن وظيفتي في ظاهر الأمر هي التسويق وفي حقيقتها هي المبيعات .. سامحهم الله أصدقائي عندما رأوا أني أفضل شخص للقيام بهذه المهمة .. لإجتماعياتي وعلاقاتي مع الآخرين .. وكانت هذه هي بدايتي مع هذه المهنة الممتعة أحياناً .. الشاقة ذهنياً .. وصعبة النجاح في غالب الأحيان ..
مرت نهاية سنوات الجامعة فى شركتنا الصغيرة .. إلي أن تخرجت لتأتي الفرصة كي أتخلص من مهنتي اللصيقة .. ألتحقت بشركة متعددة الفروع بدولة أخرى .. ولم تمر تلاتة أشهر حتى كلفوني بفتح سوق جديدة بدولة عربية أخرى وأكون أنا المسؤل عن الفرع .. كانت مغامرة سعدت بها كثيراً .. ولم تخلو المسئولية من المبيعات والعلاقات العامة .. من رآني في صغري يعرف أنه من سابع المستحيلات أن تكون هذه هي مهنتي في يوم من الأيام .. حيث الخجل والحياء والإنطواء أحياناً وعدم سهولة تركيب جملة صحيحة من الربكة وبالتالي استحالة الإقناع .. فكيف يكون لشخص بهذه المواصفات أن يعمل فى مجال البيع !؟
سامحكم الله يا اصدقائي ..
مرت فترة فى هذه الشركة التي لم أشعر معها بالإستقرار .. وعدت إلى أرض الوطن لأقرر عمل مشروع خاص بي .. الذي لم يخلو من البيع والإقناع بل هو قائم على ذلك .. وفي نفس الفترة قررت أن أكمل الدراسات العليا في التسويق لأتخذه مجالاً بدلاً من المبيعات .. وبالفعل بدأت الدراسة ولم ينجح مشروعي الخاص لظروف خارجة عن الإرادة .
في هذه الفترة كانت إحدى الشركات الكبيرة بدولة عربية تعلن عن وظيفة أختصاصي تسويق .. فلم أتردد في التقديم لها .. وقلت : أهي جت فرصتك لحد عندك
وعندما تمت المقابلة أكتشفت أن المبيعات لن تتركني في حالي .. وكان أختصاصي تسويق هو مجرد اسم للوظيفة فى الفيزا .. أما العمل في المبيعات .
أستسلمت لها .. وأجبرت نفسي على حبها .. حتى تعطيني ما أحب .. فهذه معادلة المبيعات الصعبة .. إذا شعرت أنك غير راضٍ عنها .. لن تضحك في وجهك .
سامحكم الله يا أصدقائي .
الإبتسامة .. ذلك السحر الحلال الذي يأسر القلوب والعقول .. هي من تجذب إليك الأنظار وتلفت نحوك الأخرين
إذا أردت أن تكون محبوباً ومرغوباً ومقرباً ومألوفاً للآخرين إلى ما شئت مما قد يُدفع فيه الأموال .. فلا تدع الإبتسامة
فقد ينفق الإنسان الكثير من الأموال على الهدايا ليكون محبوباً أو مقرباً لشخص آخر .. ولكن إذا فعلت هذا مع أحد الأشخاص فلن تقدر أن تفعله مع كل الأشخاص
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم
البخيل حقاً هو من بخل بابتسامته .. وقد قيل : من ضن ببشره كان بمعروفه أضن .
أنت نفسك .. إذا خُيرت بين شخصين لتصحبهما في رحلة أو ليكون رفيق طريق .. أيهما تختار ؟! صاحب الابتسامة أم كئيب الوجه !؟
يقول الشاعر : تبسم بوجه المرء تكسب وده فليس طليق الوجه يشبه عابسه
هل تظن أن الكآبة من الجدية في شئ !؟
إذا كنت تعتقد ذلك .. هل تنظر إلى المبتسم على أنه شخص مهرج وغير جاد !؟
هل انت متمسك بالندم على مامضي .. إن كان مال أو جاه أو وقت أو غيرها .. اسمع لقول الشاعر :
هشت لك الدنيا فمالك واجماً *** وتبسمت فعلام لا تتبسم
إن كنت مكتئباً لعزُ قد مضى *** هيهات يرجعه إليك تندم
وقد كُتب عن الإبتسامة الشيء الكثير ... منها :
- ما نريد نيله بالإرهاب يسهل عليك بلوغه بالإبتسام. (جورج ستيورات)
- شق طريقك بابتسامتك خير من أن تشقها بسيفك. (شكسبير)
- ليكن وجهك بساماً وكلامك ليناً ، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم الذهب والفضة. (لا برويير)
- انثر الابتسامات يميناً وشمالاً على طول الطريق ، فإنك لن تعود للسير فيه ثانية. (أحمد أمين)
- الابتسامة أقل كلفة من الكهرباء ولكنها أكثر اشراقاً. (روزالين فوكس)
- لتكن البسمة على وجوهنا كيما نزرع الفرح في قلوب الآخرين. (حكمة هندية)
- الإبتسام طريقك الأقصر إلى قلوب الآخرين. (حكمة تايلندية(
- بالابتسام تذلل الصعاب (مثل امريكي (
ونختم بالمثل الصيني الرائع :
إذا كنت لا تستطيع الإبتسام فلا تفتح دكاناً