منذ عدة سنوات اصبح يراودنى نفس التساؤل عندما يأتى ذلك اليوم .. الذى يذكرنى بمرور عام على قدومي إلى هذه الدنيا وبداية عام جديد فى رحلة الحياة
اهو حقاً عيد .. ويستحق التهاني من الأصدقاء بل وانتظار الهدايا بفرح وسرور!؟
ام هو ميتم يستحق العزاء .. على مرور عام من عمرى المحسوب المؤقت بميقات ولابد له من نهاية وإن طال ؟
جاء على خاطرى تصور وسميته عداد العمر
وهو انى عرفت متى سينتهى أجلى .. وليكن عند الستين
ثم وضعت امام عينى عداد فيه عدد من الخانات .. خانة للسنوات وخانة للشهور وخانة للأيام وخانة للساعات وخانة للدقائق وخانة للثوانى
وهذا العداد تنازلى يحسب لى ما تبقى من العمر .. الستون ثانية تمر فيمر ورائها الدقيقة والستون دقيقة تمر فتمر ورائها الساعة وهكذا .. إلى ان يمر العام .. وكلما مر عام نقص من عمري فى هذا العداد
لو ان انسان عنده هذا العداد هل سيكون سعيداً بمقدم ذكري الميلاد بعد ان يتذكر كام ضاع من الأوقات فى هذا العام بلا فائدة وبلا شئ مثمر ان كان فى دينه او دنياه ؟
لو ان انسان عنده هذا العداد هل سيضيع ثانية واحدة بدون ان يستثمرها وهى تمر امام عينيه ويعرف انها جزء من عمره .. والثانية هى الجزء النهائى من الوقت .. الذى اذا ضاع .. ضاعت ورائه الدقيقة وضاعت وراء الدقيقة الساعة .. إلى ان يضيع العمر .. استهتاراً بالثانية الواحدة !؟
قيل فى تشبيه العمر .. ما العمر إلا كتاب دفتاه : الولادة والموت ؛ وصفحاته الايام ؛ وبإنقضاء كل يوم تنقضى صفحة من صفحاته يُدون فيها أحد أمرين لا ثالث لهما : خير وصلاح تُثاب عليه ؛ أو فسوق وعصيان تجازى عليه ؛ كل صفحه تُطوى تدنيك من الخاتمة ؛ حتى إذا وصلتها كان الرزق قد اكتمل والعمر قد نفد وأزف الرحيل
اهو عيد ام ميتم !؟