عدت وأول ما رأيت ودهشت من الفرق الشاسع بين مطار الدمام الذى منه غادرت ومطار القاهرة الذى إليه وصلت من حيث الإمكانيات والمعاملة ومهما وصفت فلن اكون دقيقاً فى وصفي فلابد ان ترى بنفسك
خرجت من المطار لأجد الاختلاف الشديد بين الطرق فى مصر وطرق السعودية وسيارات مصر وسيارات السعودية .. حقاً لابد من هذه الفروق فدخل يوم واحد من بترول المملكة يكفى لإطعام مواطنى السعودية أرز لمدة عام كامل
ولكن عندما وصلت مدينتى لم يكن الإختلاف فى الطرق والسيارات فحسب ولكن فى المحلات التى تسمع الآذان ولا تغلق ابوابها كما يحدث فى السعودية .. حتى وان لم يصلى من يعمل بالمحل .. يغلق على نفسه المحل وقت الصلاة .. ليس هذا فحسب .. فقد تعودت على اللباس الاسود للحريم .. حتى وان كان هذا اللباس غير موافق لمن ترتديه او بمعنى اخر ربما هى ترتديه على غير اقتناع ولكنها فى النهاية ترتديه
وفى مصر الكثير والكثير من يمشى رجليه .. على عكس هناك .. فنادراً ما تجد فرداً يستخدم رجليه للمشى .. وغير ذلك من الاختلافات الكثيرة التى لاأذكرها لأبين جمال السعودية عن مصر .. ولكن اختلافات تستدعى التأمل
وبجانب هذه الاختلافات التى تلفت الانتباه .. فهناك اختلافات ايضاً تستدعى التعجب فى الشعب السعودى .. فهناك مهن ووظائف لاتجد سعودى يعمل بها .. وجنسيات اخرى هى التى تؤدى هذه المهنة .. فقبل مجيئى بأيام وجدت على قناة فضائية حلقة فى برنامج يتحدث عن مجموعة من الشباب السعودي تنازلوا وقبلوا ان يعملوا طباخين فى احد الفنادق الخمس نجوم وعملوا معهم لقاء صحفى واخذوا رأى الشارع السعودى فى هذه السابقة التى لأول مرة تحدث فى تاريخ السعودية
وغيرها من الوظائف التى يعتبرها السعوديين لاتليق بالمقام السعودي
فغالبية السعوديين عندما يفكروا ان يحصلوا على الدكتوراة .. يتجهوا إلى تخصص الادارة .. لأن السعودى خلق ليكون مديراً
ولا تتعجب اذا ذهبت الى السعودية ولم تقابل سعودياً .. فمن يعمل فى المطعم لبنانياً ومن يعمل على الكاشير ويحاسبك مصرياً ومن تشترى منه احتياجاتك هندياً ومن تشترى منه الخبز افغانياً ومن يكنس الشارع من بنجلاديش
سلامات يا مملكة من أرض الكنانة